'نورة تحلم' لهند بوجمعة.. فيلم صادم لمجتمع منافق!
يقول مظفر النواب: "اغفروا لي حزني وخمري وغضبي وكلماتي القاسية، بعضكم سيقول بذيئة، لا بأس… أروني موقفا أكثر بذاءة مما نحن فيه"
اعتبر بعض المشاهدين للعرض الأول لفيلم "نورة تحلم" لهند بوجمعة أنه بذيء وصادم. وصفٌ علّقت عليه المخرجة أنه ليس بالمتجني خاصة أن ما ورد في الفيلم يعتبر ملطّفا مقارنة بالحقيقة.
يدور الفيلم حول شخصية "نورة" التي تجسدها هند صبري. عاملة بسيطة بمستشفى تقع في حب رجل بينما هي متزوجة وأم لثلاثة أطفال وزوجها يقبع في السجن فتنطلق في إجراءات الطلاق.
تتصاعد الأحداث وتنقلب الموازين ضدها فتجد نفسها في مأزق يصعب الخروج منه.
كلمات نابية أمام الأطفال ولقطات حميمية، أنفاس تتلاحق ولحم يصفق ورجل يغتصب رجلا آخر... ليست من وحي خيال بوجمعة، إنما هي مستوحاة من قصة حقيقية.
ما يجب التذكير به في كل مرة، أن السينما وسينما المؤلف بالذات لم توجد حتى تراعي المشاعر أو الأخلاق... بل لطرح قضية ما على الطاولة وخلق النقاش حولها. ولذا وجب على المتلقي ترك الأحكام والتجرد من الذاتية حتى يفهم لماذا استعملت تلك الكلمة النابية أو وظفت تلك اللقطة الحميمية.
جاء الفيلم ليسلط الضوء على ما يمكن أن تتعرض له المرأة بذريعة العادات والتقاليد كاغتصاب الزوجة الذي يعتبر عاديا والعنف المسلط على المرأة والأبناء،وبسبب "حبٍّ"التجأت له، فإن المجتمع لم يرحمها ولم يساعدها في الذود عن من تحب بل أعادها إلى مربع النمطية أي الزوجة "الطبيعية"التي يجب أن تقف إلى جانب زوجها في محنته والمسجون في جريمة حق عام. حتى وإن كانت متحملة لكل أعباء العائلة مقابل رجل متملص من مسؤولياته،فذلك لا يشفع لها حقها في الحب والعطف الذين تفتقدهما في حياتها.وتعري بذلك مجتمعا منافقا يغفر للرجل المنحرف جرمه ولا يغفر للمرأة حبها.
يجسد أدوار البطولة كل من هند صبري، لطفي العبدلي في دور "جمال" زوجها وحكيم مسعودي في دور "لسعد" عشيق "نورة".
إضافة إلى كون الفيلم في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة بأيام قرطاج السينمائية، تنطلق العروض في القاعات يوم 27 نوفمبر 2019.
نوال بيزيد